جميعنا، رجالاً ونساءً، معرّضون لمشاكل في الوزن، سواءً لأسباب تتعلق بنمط عيشنا، أو لأسباب طبية وهورمونية. على رغم ذلك، يجب أن تعلمي أنه في غالبية الحالات، تُعزى زيادة الوزن إلى انعدام التوازن بين مركزين في الجسم: النفقات والإيرادات. لا داعي للتوهّم، لا يتوافر حل عجيب لتخفيف الوزن. كل ما عليك فعله الموازنة بين المركزين. فكلّما زادت النفقات عن الإيرادات، تحافظين على رشاقتك بشكل أفضل.
يتألف مركز النفقات من نوعين :
• النفقات الضرورية: الطاقة التي تُستهلَك لسير الأعضاء الحيوية بشكل دائم، للحفاظ على حرارة الجسم عند 37 درجة مئوية، لعملية الهضم، لنمو الأطفال والمراهقين...
• المتغيّرة المرتبطة بالنشاط الجسدي: مختلف النشاطات (مشي، رياضية...)
يرتبط مركز الإيرادات بكميات الطاقة التي يؤمّنها لنا استهلاك الأطعمة والمشروبات (غير المياه).
زيادة الوزن
لا داعي لتعقيد حياتك، فالأمر بسيط. فإما أنك ستحافظين على ثبات وزنك، تكسبين بعض الكيلوغرامات، أو تفقدينها:
- يشير الحفاظ على ثبات الوزن إلى وجود توازن بين كميات الإيرادات والنفقات: فجسم المرء يستهلك الطاقة بقدر ما ينفقها.
- يشير كسب الوزن إلى وجود فائض في كمية الإيرادات مقارنةً بالنفقات. تؤمّن الأطعمة والمشروبات الكثير من الطاقة للجسم، الذي يحوّل هذه الكمية الفائضة إلى مادة دهنية. إذاً تحدث زيادة الوزن نتيجة زيادة الكتلة الدهنية.
- يشير فقدان الوزن إلى عجز كبير في الطاقة. لذا يجب أن تكون الإيرادات أقل من النفقات. ففي حالة العجز، يستهلك الجسم الطاقة التي يختزنها في احتياطي الدهون لديه. لتخفيف الوزن إذن، يجب الانطلاق من تخفيف الكتلة الدهنية والحفاظ على الكتلة النحيفة (العضلات، الأعضاء). من هنا تأتي أهمية النشاط الجسدي المنتظم.
السعرات الحرارية
السعرة الحرارية وحدة قياس، تماماً كما يُقاس الوزن بالكيلوغرام، والطول بالكيلومتر والحرارة بالكيلو سعرة حرارية. لكن الحرارة أحد أشكال الطاقة الضرورية للحياة، التي تؤدّي دوراً مهماً في تطوّر وزن كل إنسان، وتزودنا بها الأطعمة والمشروبات كافة.
الحديث عن السعرات الحرارية مسألة تقنية بعض الشيء، لكن ذلك يسمح بقياس كمية الطاقة الضرورية مثلاً لشخص يعمل على تخفيف وزنه. بما أن كل شخص لديه نفقاته وإيراداته المختلفة، لا تسمح كمية الطاقة عينها للجميع بتخفيف الوزن.
لإدارة كميات السعرات الحرارية بطريقة صحيحة، لا بد من اتباع قواعد في غاية الأهمية: اتّباع نظام غذائي متوازن يسمح بالحصول على بعض الراحة ويزيد حظوظنا في الحفاظ لوقت طويل على صحتنا، اعتماد مبدأ التنوّع، إذ لا يتوافر غذاء متكامل يغطي حاجاتنا كافة (يوجد غذاء واحد: وهو حليب الأم الذي يتناوله الرضّع)، وتناول فئات الأطعمة كافة، لأن استثناء أي فئة يعرّضنا لنقص في المواد الضرورية. يجب بالتالي تنويع النظام الغذائي بدءاً من الفئات الأساسية، وتنويع الأطعمة داخل كل فئة:
- مشتقات الحليب.
- اللحوم، الأسماك، ثمار البحر، البيض.
- النشويات، الخبز.
- الخضار الخضراء.
- الفواكه.
- المواد الدهنية.
باختصار، تسمح السيطرة على السعرات الحرارية بتحديد كمية الطاقة المستهلكة، بالتالي بخسارة الوزن. ولتأمين توازن غذائي، يجب الالتفات أيضاً إلى نوعية الأطعمة المستهلكة بطريقة تبقينا سليمي الشكل.
لماذا نسمن؟
تؤدي ثلاثة أسباب إلى زيادة الوزن:
• فائض السعرات المستهلكة: غالباً ما يكون النظام الغذائي غير المتوازن، والغني بالدهون والسكريات مسؤولاً عن السمنة.
• قلّة الحركة: عبر الحد من إنفاق السعرات الحرارية، يعتبر النقص في ممارسة الرياضة عاملاً في كسب الوزن.
• الوراثة: ترتبط المورثات أحياناً بخطر البدانة. صحيح أننا لا نختار مورثاتنا، لكن ذلك الأمر لا مفر منه. كذلك يبقى جانب المناخ (العادات الغذائية، النشاطات الجسدية...) أساسياً.
كيف تفقدين وزنك؟
لا يتوافر ما يُسمّى 'النظام الغذائي العجيب'. يقضي فقدان الوزن بإحداث عجز (معقول) في الطاقة. يجب أن تكون الإيرادات بالتالي أقل من النفقات.
في حالة العجز، يستقي الجسم الطاقة المفقودة من احتياطي الدهون لديه. يحتّم التنحيف الجيّد بالتالي خفض الكتلة الدهنية والحفاظ على الكتلة النحيفة (العضلات والأعضاء). من هنا تأتي أهمية النشاط الجسدي المنتظم.
خطر الـ{يويو}
من الجيد خسارة الوزن، لكن عملية فقدانه ثم استعادته من دون توقف تمر بجهاز المناعة. في دراسة أجراها مركز فريد هاتشينسون لبحوث السرطان، استُجوبت 114 امرأة بدينة يفوق سنّهن الخمسين حول تاريخ البدانة الخاص بهن. فقدت ثلاثة أرباع هؤلاء النساء ثمانية كيلوغرامات كحد أدنى بفضل نظام غذائي اتّبعنه خلال السنوات العشرين الماضية. وخسر أكثر من نصفهن هذا الوزن مرات عدّة تباعاً، الأمر الذي يضع حميتهن في إطار الأنظمة التنحيفية الشبيهة باليويو.
بعدئذ، عمد الباحثون إلى قياس معدل الخلايا الدفاعية في جهاز المناعة، لا سيما تلك التي تؤدي دوراً أساسياً في مكافحة أمراض السرطان. لدى اللواتي اتّبعن أكثر من خمسة أنظمة واختبروا هذا الأثر الشبيه باليويو مرّات عدة، بلغ معدّل الخلايا مستويات منخفضة في مقابل ارتفاع هذا المعدل لدى نساء استقّر وزنهن منذ زمن طويل.
وحتّى لدى اللواتي لم يتّبعن سوى نظام واحد أو اثنين وفقدن كيلوغرامات كثيرة، كان المعدّل منخفضاً جداً.
من المهم إذاً فقدان الوزن، لكن ليس بطريقة عشوائية. فحين نبدأ نظاماً تنحيفياً، لا يجب إيقافه فجأةً وإنما لا بد من الحفاظ عليه عبر تحويله إلى صحة غذائية حقيقة فاعلة وتدوم فترة طويلة. كذلك يجب عدم إهمال التمارين الجسدية، الأمر الذي يحفّز وظائف الجسم الطبيعية. فممارسة الرياضة يومياً يخفض بنسبة 40% خطر الإصابة ببعض أمراض السرطان النسائية.
طعام متوازن
كي تبعدي شبح زيادة الوزن وتحافظي على صحّتك، من الضروري اتّباع نظام غذائي متوازن، وتنويع الأطعمة وممارسة الرياضة بانتظام. لكن هذا الأمر لا نشهده في مجتمعاتنا الحديثة، إذ نتّبع نظاماً غذائياً غير متوازن وغنياً بالدهون وأنواع السكّر السريع.
للحفاظ على نتائج التنحيف، يجب تناول الأطعمة من فئات الهرم الغذائي كافة بكميات ضئيلة وشرب ليتر ونصف الليتر من المياه على الأقل يومياً لإزالة السموم. خلال فترة الانطلاق بهذا النظام الغذائي الجديد، يجب تخفيف الدهون وأنواع السكر السريع إلى أقصى حد، وتعويضها بالبروتين.
البروتين
الأطعمة التي نتناولها في النظام الغذائي الغني بالبروتينات تتمتع بفائدتين: يتخلّص منها الجسم إذا كانت لا تنفعه، وتساعد على التخلّص من أربعة كيلو سعرة حرارية، في مقابل تسعة كيلو سعرة حرارية للزيوت.
يتطلّب امتصاص الجسم البروتينات كثيراً من الطاقة، إذ يحرق الجسم 25% من البروتينات بعد الهضم، في مقابل 3% من الدهون.
يسمح النظام الغذائي الذي يحتوي على البروتين بخسارة الدهون مع الحفاظ على الكتلة العضلية. ويُذكَر أن الحفاظ على هذه الكتلة يتطلّب طاقة أكبر من الحفاظ على تلك الدهنية. فكلّما كانت عضلاتنا أكبر، حرقنا مزيداً من الطاقة حتى حين نكون نياماً وتمكنّا أكثر من الحفاظ على وزننا أو على خفض وزننا.
الرياضة
تتمثل أفضل طريقة لإنفاق الطاقة في ممارسة نشاط رياضي منتظم. فالنشاط الجسدي ضروري لفقدان الوزن بشكل فاعل ويتزامن مع نظام غذائي متوازن. الواقع أن النشاط الرياضي يزيد من جهة نفقات الطاقة ويحافظ على الكتلة النحيفة من جهة أخرى (أي الكتلة العضلية). حين نفقد الوزن، نفقد أيضاً الكتلتين الدهنية والنحيفة. لذلك يجب ممارسة الرياضة للحفاظ على العضلات إلى أقصى حد.
إن كنت امرأة غير رياضية، يجب البدء بنشاطات لطيفة وتفادي الرياضات العنيفة، والتحمية قبل القيام بالتمارين. كذلك من المهم شرب المياه بعد الانتهاء من التمارين. ومن الأفضل ممارسة أربع ساعات على الأقل من الرياضة أسبوعياً. وإلا، يكفي المشي يومياً مدة 30 دقيقة يومياً لإنفاق أقل قدر من الطاقة. مثلاً، يُنصَح باستخدام السلالم بدلاً من المصعد. وإن كنت تريدين شراء حاجياتك، فليكن ذلك سيراً على الأقدام وانسي أمر السيارة.
هذا منطقي! كلّما كبرت عضلاتك، خفّت الشحوم لديك. تسمح بالتالي تقوية الكتلة العضلية بزيادة الأيض الأساسي، أي حين يقوم جسمك بإنفاق مزيد من السعرات الحرارية يومياً. تحرق العضلات أيضاً الكثير من الشحوم، لذا يمكن وصفها بسخّان مصغّر يجب أن يحرق الوقود (كالسكر والدهون) كي يشتغل.
نستهلك اليوم مزيداً من السعرات الحرارية، وإنفاقنا للطاقة شبه معدم. فعبر ممارسة الرياضة بانتظام ولوقت طويل، سيتعلّم جسمك استخدام الشحوم أولاً كوقود بدلاً من السكّر.
السيلوليت
السلوليت عبارة عن تكتل الدهون تحت الجلد، ما يؤدي إلى عدم استواء الأخير مشكلاً ما يشبه قشرة البرتقال، خصوصاً في منطقة الفخذ والأرداف. يصيب السيلوليت 90% من النساء بعد سن البلوغ و2% من الرجال حول العالم. بخلاف الأفكار الشائعة، لا يوجد علاقة بين السيلوليت والبدانة لأنه موجود أيضاً لدى المرأة النحيفة، العادية، القوية أو البدينة. يترافق ظهور السلوليت مع حبس للمياه في الجسم وشيخوخة النسيج الضام.
يصيب السيلوليت النساء كافة تقريباً خلال فترة المراهقة، الحمل أو الحيض. كذلك تساهم الأشهر الأولى التي تتناولين خلالها حبوب منع العمل واقتراب موعد انقطاع الطمث في ظهور السيلوليت بسبب الأستروجين، الهورمونات الأنثوية، وحين تفضّلين الاستلقاء على الكنبة عوضاً عن ممارسة الرياضة أو عندما تكسبين وزناً إضافياً. لا يجب أيضاً نسيان دور الوراثة.
يتألف الجلد من ثلاث طبقات، البشرة، الطبقة السطحية؛ الأدمة
التي تتضمن النسيج الضام، أي العناصر الغنية بالألياف المرنة، الأوعية الدموية
والأعصاب؛ والطبقة الداخلية التي تحتوي على النسيج الدهني والخلايا الشحمية التي تخزّن الشحوم.
تشكل الدهون 15% من وزن الرجل، في حين لدى النساء 25% إضافية من الخلايا الشحمية. يقوم الجلد بوظائف عدّة، فهو يحمي الجسم، ويخزّن الطاقة على حد سواء، ما يسبب ظهور السلوليت.
الواقع أن عدد الخلايا الشحمية يظل ثابتاً مدى الحياة، لكن حجمها يختلف وفق محتواها. عند ممارسة الرياضة أو الامتناع عن الأكل لفترة طويلة، تؤمّن هذه الخلايا الطاقة بواسطة الدم
حين يكون الجسم بحاجة إلى الطاقة.
لكن الشحوم قد تتراكم أيضاً داخل الخلايا الشحمية حين نأكل كثيراً، سواءً كان الأستروجين يحفّز عملية تخزين الدهون أو كنا لا نستخدم عضلات الجسم بشكل كاف. تزداد الخلايا الشحمية بالتالي سماكةً. فتذوب العضلات، ويحل مكانها السيلوليت، لا سيما عند الردفين، الفخذين والأوراك.
علاجات
الحقن، جلسات ما فوق الصوتية، الكريمات، التدليك أو إزالة السوائل.. كلّها وسائل مفيدة للتخلّص من السيلوليت، فضلاً عن ممارسة بعض النشاطات. كذلك تثبت تقنية الميزوثيرابي، التي تقتضي حقن مستحضرات تحت الجلد، فاعليتها حين يكون السيلوليت موضعياً. وثمة نساء يخترن الطريق الأصعب، ويلجأن إلى جراحة شفط الدهون. لكن هذه الجراحة هدفها تجميلي وتخضع المرأة لها تحت تأثير التخدير العام. بعد الجراحة يجب ارتداء مشد مدة شهر لدعم الأنسجة. يهدف ذلك إلى الحد من الأورام الدموية والانتفاخ الذي يستمر بضعة أسابيع. أما مخاطر مثل هذه الجراحة فشأنها شأن أي جراحة أخرى: التهاب، نزيف، رد فعل طبيعي على المخدّر.
يتألف مركز النفقات من نوعين :
• النفقات الضرورية: الطاقة التي تُستهلَك لسير الأعضاء الحيوية بشكل دائم، للحفاظ على حرارة الجسم عند 37 درجة مئوية، لعملية الهضم، لنمو الأطفال والمراهقين...
• المتغيّرة المرتبطة بالنشاط الجسدي: مختلف النشاطات (مشي، رياضية...)
يرتبط مركز الإيرادات بكميات الطاقة التي يؤمّنها لنا استهلاك الأطعمة والمشروبات (غير المياه).
زيادة الوزن
لا داعي لتعقيد حياتك، فالأمر بسيط. فإما أنك ستحافظين على ثبات وزنك، تكسبين بعض الكيلوغرامات، أو تفقدينها:
- يشير الحفاظ على ثبات الوزن إلى وجود توازن بين كميات الإيرادات والنفقات: فجسم المرء يستهلك الطاقة بقدر ما ينفقها.
- يشير كسب الوزن إلى وجود فائض في كمية الإيرادات مقارنةً بالنفقات. تؤمّن الأطعمة والمشروبات الكثير من الطاقة للجسم، الذي يحوّل هذه الكمية الفائضة إلى مادة دهنية. إذاً تحدث زيادة الوزن نتيجة زيادة الكتلة الدهنية.
- يشير فقدان الوزن إلى عجز كبير في الطاقة. لذا يجب أن تكون الإيرادات أقل من النفقات. ففي حالة العجز، يستهلك الجسم الطاقة التي يختزنها في احتياطي الدهون لديه. لتخفيف الوزن إذن، يجب الانطلاق من تخفيف الكتلة الدهنية والحفاظ على الكتلة النحيفة (العضلات، الأعضاء). من هنا تأتي أهمية النشاط الجسدي المنتظم.
السعرات الحرارية
السعرة الحرارية وحدة قياس، تماماً كما يُقاس الوزن بالكيلوغرام، والطول بالكيلومتر والحرارة بالكيلو سعرة حرارية. لكن الحرارة أحد أشكال الطاقة الضرورية للحياة، التي تؤدّي دوراً مهماً في تطوّر وزن كل إنسان، وتزودنا بها الأطعمة والمشروبات كافة.
الحديث عن السعرات الحرارية مسألة تقنية بعض الشيء، لكن ذلك يسمح بقياس كمية الطاقة الضرورية مثلاً لشخص يعمل على تخفيف وزنه. بما أن كل شخص لديه نفقاته وإيراداته المختلفة، لا تسمح كمية الطاقة عينها للجميع بتخفيف الوزن.
لإدارة كميات السعرات الحرارية بطريقة صحيحة، لا بد من اتباع قواعد في غاية الأهمية: اتّباع نظام غذائي متوازن يسمح بالحصول على بعض الراحة ويزيد حظوظنا في الحفاظ لوقت طويل على صحتنا، اعتماد مبدأ التنوّع، إذ لا يتوافر غذاء متكامل يغطي حاجاتنا كافة (يوجد غذاء واحد: وهو حليب الأم الذي يتناوله الرضّع)، وتناول فئات الأطعمة كافة، لأن استثناء أي فئة يعرّضنا لنقص في المواد الضرورية. يجب بالتالي تنويع النظام الغذائي بدءاً من الفئات الأساسية، وتنويع الأطعمة داخل كل فئة:
- مشتقات الحليب.
- اللحوم، الأسماك، ثمار البحر، البيض.
- النشويات، الخبز.
- الخضار الخضراء.
- الفواكه.
- المواد الدهنية.
باختصار، تسمح السيطرة على السعرات الحرارية بتحديد كمية الطاقة المستهلكة، بالتالي بخسارة الوزن. ولتأمين توازن غذائي، يجب الالتفات أيضاً إلى نوعية الأطعمة المستهلكة بطريقة تبقينا سليمي الشكل.
لماذا نسمن؟
تؤدي ثلاثة أسباب إلى زيادة الوزن:
• فائض السعرات المستهلكة: غالباً ما يكون النظام الغذائي غير المتوازن، والغني بالدهون والسكريات مسؤولاً عن السمنة.
• قلّة الحركة: عبر الحد من إنفاق السعرات الحرارية، يعتبر النقص في ممارسة الرياضة عاملاً في كسب الوزن.
• الوراثة: ترتبط المورثات أحياناً بخطر البدانة. صحيح أننا لا نختار مورثاتنا، لكن ذلك الأمر لا مفر منه. كذلك يبقى جانب المناخ (العادات الغذائية، النشاطات الجسدية...) أساسياً.
كيف تفقدين وزنك؟
لا يتوافر ما يُسمّى 'النظام الغذائي العجيب'. يقضي فقدان الوزن بإحداث عجز (معقول) في الطاقة. يجب أن تكون الإيرادات بالتالي أقل من النفقات.
في حالة العجز، يستقي الجسم الطاقة المفقودة من احتياطي الدهون لديه. يحتّم التنحيف الجيّد بالتالي خفض الكتلة الدهنية والحفاظ على الكتلة النحيفة (العضلات والأعضاء). من هنا تأتي أهمية النشاط الجسدي المنتظم.
خطر الـ{يويو}
من الجيد خسارة الوزن، لكن عملية فقدانه ثم استعادته من دون توقف تمر بجهاز المناعة. في دراسة أجراها مركز فريد هاتشينسون لبحوث السرطان، استُجوبت 114 امرأة بدينة يفوق سنّهن الخمسين حول تاريخ البدانة الخاص بهن. فقدت ثلاثة أرباع هؤلاء النساء ثمانية كيلوغرامات كحد أدنى بفضل نظام غذائي اتّبعنه خلال السنوات العشرين الماضية. وخسر أكثر من نصفهن هذا الوزن مرات عدّة تباعاً، الأمر الذي يضع حميتهن في إطار الأنظمة التنحيفية الشبيهة باليويو.
بعدئذ، عمد الباحثون إلى قياس معدل الخلايا الدفاعية في جهاز المناعة، لا سيما تلك التي تؤدي دوراً أساسياً في مكافحة أمراض السرطان. لدى اللواتي اتّبعن أكثر من خمسة أنظمة واختبروا هذا الأثر الشبيه باليويو مرّات عدة، بلغ معدّل الخلايا مستويات منخفضة في مقابل ارتفاع هذا المعدل لدى نساء استقّر وزنهن منذ زمن طويل.
وحتّى لدى اللواتي لم يتّبعن سوى نظام واحد أو اثنين وفقدن كيلوغرامات كثيرة، كان المعدّل منخفضاً جداً.
من المهم إذاً فقدان الوزن، لكن ليس بطريقة عشوائية. فحين نبدأ نظاماً تنحيفياً، لا يجب إيقافه فجأةً وإنما لا بد من الحفاظ عليه عبر تحويله إلى صحة غذائية حقيقة فاعلة وتدوم فترة طويلة. كذلك يجب عدم إهمال التمارين الجسدية، الأمر الذي يحفّز وظائف الجسم الطبيعية. فممارسة الرياضة يومياً يخفض بنسبة 40% خطر الإصابة ببعض أمراض السرطان النسائية.
طعام متوازن
كي تبعدي شبح زيادة الوزن وتحافظي على صحّتك، من الضروري اتّباع نظام غذائي متوازن، وتنويع الأطعمة وممارسة الرياضة بانتظام. لكن هذا الأمر لا نشهده في مجتمعاتنا الحديثة، إذ نتّبع نظاماً غذائياً غير متوازن وغنياً بالدهون وأنواع السكّر السريع.
للحفاظ على نتائج التنحيف، يجب تناول الأطعمة من فئات الهرم الغذائي كافة بكميات ضئيلة وشرب ليتر ونصف الليتر من المياه على الأقل يومياً لإزالة السموم. خلال فترة الانطلاق بهذا النظام الغذائي الجديد، يجب تخفيف الدهون وأنواع السكر السريع إلى أقصى حد، وتعويضها بالبروتين.
البروتين
الأطعمة التي نتناولها في النظام الغذائي الغني بالبروتينات تتمتع بفائدتين: يتخلّص منها الجسم إذا كانت لا تنفعه، وتساعد على التخلّص من أربعة كيلو سعرة حرارية، في مقابل تسعة كيلو سعرة حرارية للزيوت.
يتطلّب امتصاص الجسم البروتينات كثيراً من الطاقة، إذ يحرق الجسم 25% من البروتينات بعد الهضم، في مقابل 3% من الدهون.
يسمح النظام الغذائي الذي يحتوي على البروتين بخسارة الدهون مع الحفاظ على الكتلة العضلية. ويُذكَر أن الحفاظ على هذه الكتلة يتطلّب طاقة أكبر من الحفاظ على تلك الدهنية. فكلّما كانت عضلاتنا أكبر، حرقنا مزيداً من الطاقة حتى حين نكون نياماً وتمكنّا أكثر من الحفاظ على وزننا أو على خفض وزننا.
الرياضة
تتمثل أفضل طريقة لإنفاق الطاقة في ممارسة نشاط رياضي منتظم. فالنشاط الجسدي ضروري لفقدان الوزن بشكل فاعل ويتزامن مع نظام غذائي متوازن. الواقع أن النشاط الرياضي يزيد من جهة نفقات الطاقة ويحافظ على الكتلة النحيفة من جهة أخرى (أي الكتلة العضلية). حين نفقد الوزن، نفقد أيضاً الكتلتين الدهنية والنحيفة. لذلك يجب ممارسة الرياضة للحفاظ على العضلات إلى أقصى حد.
إن كنت امرأة غير رياضية، يجب البدء بنشاطات لطيفة وتفادي الرياضات العنيفة، والتحمية قبل القيام بالتمارين. كذلك من المهم شرب المياه بعد الانتهاء من التمارين. ومن الأفضل ممارسة أربع ساعات على الأقل من الرياضة أسبوعياً. وإلا، يكفي المشي يومياً مدة 30 دقيقة يومياً لإنفاق أقل قدر من الطاقة. مثلاً، يُنصَح باستخدام السلالم بدلاً من المصعد. وإن كنت تريدين شراء حاجياتك، فليكن ذلك سيراً على الأقدام وانسي أمر السيارة.
هذا منطقي! كلّما كبرت عضلاتك، خفّت الشحوم لديك. تسمح بالتالي تقوية الكتلة العضلية بزيادة الأيض الأساسي، أي حين يقوم جسمك بإنفاق مزيد من السعرات الحرارية يومياً. تحرق العضلات أيضاً الكثير من الشحوم، لذا يمكن وصفها بسخّان مصغّر يجب أن يحرق الوقود (كالسكر والدهون) كي يشتغل.
نستهلك اليوم مزيداً من السعرات الحرارية، وإنفاقنا للطاقة شبه معدم. فعبر ممارسة الرياضة بانتظام ولوقت طويل، سيتعلّم جسمك استخدام الشحوم أولاً كوقود بدلاً من السكّر.
السيلوليت
السلوليت عبارة عن تكتل الدهون تحت الجلد، ما يؤدي إلى عدم استواء الأخير مشكلاً ما يشبه قشرة البرتقال، خصوصاً في منطقة الفخذ والأرداف. يصيب السيلوليت 90% من النساء بعد سن البلوغ و2% من الرجال حول العالم. بخلاف الأفكار الشائعة، لا يوجد علاقة بين السيلوليت والبدانة لأنه موجود أيضاً لدى المرأة النحيفة، العادية، القوية أو البدينة. يترافق ظهور السلوليت مع حبس للمياه في الجسم وشيخوخة النسيج الضام.
يصيب السيلوليت النساء كافة تقريباً خلال فترة المراهقة، الحمل أو الحيض. كذلك تساهم الأشهر الأولى التي تتناولين خلالها حبوب منع العمل واقتراب موعد انقطاع الطمث في ظهور السيلوليت بسبب الأستروجين، الهورمونات الأنثوية، وحين تفضّلين الاستلقاء على الكنبة عوضاً عن ممارسة الرياضة أو عندما تكسبين وزناً إضافياً. لا يجب أيضاً نسيان دور الوراثة.
يتألف الجلد من ثلاث طبقات، البشرة، الطبقة السطحية؛ الأدمة
التي تتضمن النسيج الضام، أي العناصر الغنية بالألياف المرنة، الأوعية الدموية
والأعصاب؛ والطبقة الداخلية التي تحتوي على النسيج الدهني والخلايا الشحمية التي تخزّن الشحوم.
تشكل الدهون 15% من وزن الرجل، في حين لدى النساء 25% إضافية من الخلايا الشحمية. يقوم الجلد بوظائف عدّة، فهو يحمي الجسم، ويخزّن الطاقة على حد سواء، ما يسبب ظهور السلوليت.
الواقع أن عدد الخلايا الشحمية يظل ثابتاً مدى الحياة، لكن حجمها يختلف وفق محتواها. عند ممارسة الرياضة أو الامتناع عن الأكل لفترة طويلة، تؤمّن هذه الخلايا الطاقة بواسطة الدم
حين يكون الجسم بحاجة إلى الطاقة.
لكن الشحوم قد تتراكم أيضاً داخل الخلايا الشحمية حين نأكل كثيراً، سواءً كان الأستروجين يحفّز عملية تخزين الدهون أو كنا لا نستخدم عضلات الجسم بشكل كاف. تزداد الخلايا الشحمية بالتالي سماكةً. فتذوب العضلات، ويحل مكانها السيلوليت، لا سيما عند الردفين، الفخذين والأوراك.
علاجات
الحقن، جلسات ما فوق الصوتية، الكريمات، التدليك أو إزالة السوائل.. كلّها وسائل مفيدة للتخلّص من السيلوليت، فضلاً عن ممارسة بعض النشاطات. كذلك تثبت تقنية الميزوثيرابي، التي تقتضي حقن مستحضرات تحت الجلد، فاعليتها حين يكون السيلوليت موضعياً. وثمة نساء يخترن الطريق الأصعب، ويلجأن إلى جراحة شفط الدهون. لكن هذه الجراحة هدفها تجميلي وتخضع المرأة لها تحت تأثير التخدير العام. بعد الجراحة يجب ارتداء مشد مدة شهر لدعم الأنسجة. يهدف ذلك إلى الحد من الأورام الدموية والانتفاخ الذي يستمر بضعة أسابيع. أما مخاطر مثل هذه الجراحة فشأنها شأن أي جراحة أخرى: التهاب، نزيف، رد فعل طبيعي على المخدّر.